خاطرة: مابين حياته ووفاته | بشرى بنت سليمان

إن من علامات الصدق عند حكمك على الآخرين ألا يتبدل قولك فيهم من بين حين وآخر..

هنا ستقرأ نصين.. أحدهما خاطرة كتبتها وقد كان أبي حيّاً، والثاني نظماً كتبتها وأنا ملء الكون شوقاً لرؤية ساكن قبره.

(١)

ظِلال
—————-
على مشارف مُسْتَظَلِّه:
إنّها عطايا.. لاحتْ بها شفتاه
إنه حضن.. برأ به الجرح
إنه بلسم.. عانق موضع الألم
إنه نمير.. نهلتْ منه الروح

وما طيب حياتي إلا أنني في ظِلاله!
فكفّه شادّة من أزري، وبذله مكمل نقصي
وطرفه غاضّ عن عثراتي، ونصحه مرشد لخطواتي، و سعادته هي مولّد سعادتي.

كيف السبيل إلى هبة أجازيك بها؟ وأنا التي لو أهديتك كفيَّ باذلة جودها كله، مبسوطة لك بضئيل ما ملكته لقَصُرَت عن مقابلة فضلك ومجازاة الأدنى من كرمك!

إيهٍ يا وَالِدِيْ!
أنا عندما أرى فيء ظلالك يحتويني.. وعينيك كالحارس الذي يتفقدني.. وجودك كالصيّب ينهال عليّ أتربع على عرش من الملك لا أرتضي بدله،
ولا أقبل مساومة مُلّاك الدنيا فيه،
ولن يرخصَ.. مادام أنك أنتَ من شرّفت ابنتك بسكناه.

الخميس

١٤٣٧/١/٨

(٢)

ألبستني ثوب الدلال

ثم رحلتَ رحيلاً أبدي

كنتَ في حياتي الظلال

لا يلامس حر الحياة يدي

لي بعد فقدك أمانٍ طوال

تسمو.. إلى أن تكون لدي

أصبحتُ بعدك أماً يقال

لها: على يد ابنك اشددي

أمومتي غاب عنها فخرٌ

يقال: إن خالدكِ خالدي

رحلتَ.. فصار ألذَّ ما في

الحياة أن أقول: (أبي) (والدي)

الخميس

١٤٤٣/٣/١

مدونة بشرى بنت سليمان

https://1993bushra.wordpress.com

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s