كلما آن الأوان تراخيت في الرجوع، ليس لأن للبعد وحشة وفراغاً، ولا لأنني سلوت عما كنت له أهوى، بل لأن التسويف صار شعاراً أتميز به، وكساءً يلازمني لبسه.
اليوم.. وبعد أن قطعت من الطريق أميال وأميال عدت، لم يكن عوداً له أثراً لأقول له: عوداً حميداً، اليوم كنت أمام يوم فارغ من المهام اليومية لذا لجأت إلى القراءة أولاً وقد هجرتها منذ سنتين.. بل أكثر.
بعد أن قرأت هرعت أناملي للكتابة قبل أن أحدد ما هي الفكرة المرجوة.. لأنها تريد أن تكتب..
هل للتسويف جدوى؟
سأجيب على هذا السؤال لأقرر أنني عشت في التسويف من أوله ولا أدري متى سأصل إلى آخره، لكن الحياة هي أول سبب لهذه الصفة ليس دائماً بل عندما تتغير.
ثم النفس.. إنها أقرب شيء من الإنسان لكنه إن لم يحسن صحبتها فلتت منه إلى الهزل إن كان جاداً، وإلى اللهو إن كان نافعاً.
ثم إن للتسويف راحة متوهَمة لأنك تراكم ما لا يستطيعه الوقت مجموعاً ويدركه مجزءاً، كلما أقبلت إلى القراءة الجادة دعتك الراحة إلى قراءة مواقع التواصل اللاهية، وكلما همّت نفسك للإنجاز دعتك إلى الركود.
وأما قائمة الأعذار التي تجدها النفس المسوفة فإنها لا حصر لها؛ لذا فإن أصعب شيء عليها هو مقابلة حقيقة الأمر خالٍ من كل عذر.
كنت مع التسويف أياماً وأياماً تجاوزت السنة والأخرى ولأن نفسي لم تكن عاهدة لهذا بل هي المنجزة فقد وَجَدَتْ أمراً جديداً عليها وراحة مجوفة من الراحة، وإني لأرجو أن أنجو، وأن أنجز وأُحفّز، وأن أعود عوداً حميداً.
*بشرى
@93bushra