
لأوّل مرّة يراوده شعور الإختلاف وبأنه الوحيد الذي يحمل بداخله آراءً ومبادئًا تتناقض مع من حوله وتقصيه عنهم..خرج حينها مذبذبًا كارهًا كونه الغريب بينهم.
وعندما أسدل الليل ستائره جفى النوم عينيه وبقي حائرًا يفكّر حتى عقد نيّته على فعلٍ لا يقبله عاقل..
لم ينو أن يتغيّر وحسب بل أن يذوب مع الجمع، لقد حكم على حقيقته بالنبذ ليعيش سعيدًا معهم بعيدًا كل البعد عن ذاته.
أصبح بعدها واحدًا منهم لايكاد يختلف عنهم ولو قدر أنمله، فضحك على ماكان يُبْكيه ،وتجرّأ بوقاحة لقول (نعم) بعدما كانت (لا)..كان يشعر بحرارة النظرات التي ترمقه بها نفسه مخذولةً حزينة ممّا آلت إليه الأمور..
عاد مغتبطًا إلى بيته سعيدًا بمماثلتهم، وفي الوقت الذي نام فيه الجميع براحة بال هو لم يستطع!!
توهّم بأنه أرقٌ معتاد وسينجلي، ولكن تردد عليه السهد أيامًا وشهورًا حتى ضاق به ذرعًا، وقد أقرّ حينها آسيًا بجرمه الذي لايُغفر حينما أقصى حقيقته.
هرع ليبحث عنها خاشيًا أن يكون قد فات الأوان،عادت له أنفاسه حين وجدها ودمعها لم ينضُب بعد،فنظر إليها مشتاقًا وعائدًا بعد طول جفاء..
قال لها معتذرًا (لم أكن أعي نعمة التفرّد فبُليتُ بانسلاخٍ اقتصّ لكِ مني فأهلكني)
مدونة رهف: