كيف يعيش الناس؟
قبل أن يكون للأبوين أبناء.. يرسمان حدود حياتهما بأنماط ينقلها كلٌ منهما إلى كوكبهما، بعضها يقصدناه قصداً وبعضها يُصدرانه عفواً.
وبعد نمو أقمراهما واكتمال دائرتها تبدأ هذه الأقمار بصياغة طبع جديد يضيف على الكوكب صفات و سِمَات، مما يجعله يضيء بكل قمر فيه على اختلاف ما بينها، فيرى الأبوان في كل قمر من فلذات أكبادهما ضياءً للكوكب لا يستغنى عنه، ولايضيء أحد مكان أحد، ولا يغيب ليعود في الظهور، بل عليها الإنارة أبداً و لو غاب قمر يوماً انطفأ مكانه فأظلم من ملامح أبويه ما أظلم مما انطفأ بقلبيهما من هذا الغياب.
هذه قصة حياة لكوكب يتكرر اكتماله باكتمال أقماره كلما تكررت عشرون سنة من بدء بناء أسرة ما!
ينتقل بعدها قمر من أقمار العائلة ليستقل ويبدأ دورة الحياة في تكوين فلك آخر.. فيكون في انتقاله من أسرته إلى أسرة ما.. انتقال إلى كوكب آخر وسفر إلى عالم له طرائق أخر، يختلف اختلافاً طَبَعِيّاً لكنه الافتقار إلى الإيلاف الذي يجعل كل ذرة فيه تتساءل: كيف يعيش هؤلاء الناس؟
فيجد فيهم عجائب هذا الاختلاف وعجائب صنع الله في تكوينهم وتكوين صفاتهم!
ثم..
شيئاً فشيئاً يبدأ الفردان المنتقلان الجديدان بنقل أطباع الأسرتين مع طبعهما الفريد لتتكون حياة جديدة.. لها سمات شتى، فتدور الحياة مرة ثانية بدورتها ويأتي بعد ذلك مَن يتصل بقمر من أقمارها.. ويتساءل: أن كيف يعيش هؤلاء الناس؟
@93bushra