خاطرة: رسائل مبعثرة | كاف

تركت الرسائل المبعثرة أسفل الدرج، مع السبحة وبعض كتيبات الأدعية، جلست على سريري مترددة بين فتح الكتاب وغلقه، قبل ستة أشهر رميته تحت السرير، وعاهدت بأن لا ألمسه مرة أخرى.

أمسكته بطريقة لا إرادية، وأنا أعاهد نفسي أنها ستكون المرة الأخيرة-التي كان من المفترض ألّا تكون، فقبلها عشرات المرّات الأخيرة!

أفتح الكتاب وأغلقه، كتاب كنت أصنفه من العلوم الزائفة، غير أن بصيصًا من أمل يكح داخلي، يترك صدى صوته لحنًا مؤلمًا وعجيبًا في الوقت ذاته.

وأستمر في البحث اللامتناهٍ عن مخرج، عن طريقة أستطيع بها تكليم الأرواح، أعرف أنكم تجتمعون كل جمعة، لكن أريدك أن تأتيني هذه المرة في أحلامي، فقط هذه المرة.

أعرف يا الله أن هذا لا يصح، وأنا راضية بقضائك وقدرك، لكنها الحاجة لرؤية شخص ميت.

يا الله، أنا أخبر الجميع بأحلامي التي تحققت، لأنها بطريقة ما، سيعرفها هو، وأنا متأكدة من ذلك، لأن الأموات الجدد يخبرون الأموات الأقدم عن أهاليهم.

ختمت القرآن مرتين، على آمل أن يحقق الله لي نظرة واحدة، وأراك.

وقرأت كتيبات الأدعية آلاف المرات، وأنا على يقين بأني سأراك الليلة، وسأخبرك بذلك السر الصغير، مهما كثر الأموات لن يستطيع واحد منهم إخبارك به، وأنت لن تستطيع سؤاله.

أقفلت الكتاب، أعدته للمخبأ السري تحت السرير، ونمت بابتسامة غامرة، يا الله، ستكون المرك الوحيدة، ثم سأترك كل هذه الترهات.

لكنني وللأسف، فشلت هذه المرّة أيضًا واستيقظت بدون أن أراك، أمسكت الكتاب، مرة أخرى أخيرة، صدقوني، ستكون الأخيرة.

*كاف

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s