خاطرة: فيضانٌ مُنتَظَر | رهف

مشاعري التي لم أكن أعلم بوجودها فاجأتني اليوم بزيارةٍ موحشةٍ لقلبي،مشاعرٌ كانت تنمو متوارية عن الأنظار خلف زوبعة مشاعري الروتينية.. فقد أصبحت رهف-التي أجاهد لأعرف من تكون-خريجة!

هذه الكلمة التي أنتظرتها أن ترافق اسمي وترقّبتها لسنواتٍ طويلة، وكم من أيامٍ رددت فيها”متى أتخرج”بلسانٍ ملّ الإنتظار وها هي ذا بعد كدٍّ وتعب تحتضن اسمي أخيرًا

فتلقيت بسببها التهاني والمباركات والدعاء بقلبٍ ينبض سعادةً وشفاة لا تفارقها الإبتسامة وعيون تنضح فرحًا فما أسعدها من لحظة!

ولكن بعد أن عدت إلى المنزل من آخر اختبارٍ لي في حياتي الثانوية تدفق سيلٌ من الدموع مجهول المشاعر من عينيّ فلم أكن أعلم أهي من فرحٍ أم ترح؟وبعد هنيهةٍ أدركت أنها اشتياقٌ فاض قبل موعده!

فقد علمت عيناي قبلًا كم ستلقى من اشتياقٍ سيسكن القلب فيوحشه،وإنني الآن أتساءل كيف سأصمد أمام فيضان الشوق الذي ينتظرني مستقبلًا؟وبأي مشاعر سأواجهه وهل ستكون لقلبي عدّة أحتمي بها منه؟

ولا أظن أنني سأجابهه وهو يحمل بين ثناياه سلاحًا يقتلني بذكره فقط،ألا وهو “ذكرياتي الجميلة” تلك التي قضيتها يومًا دون أن أشعر بمدى تأثيرها غدًا!

فبماذا سأقابل ذكرياتي التي تحمل بين طيّاتها ضحكات(نورة) التي تُنير يومي بأكملة وترسم البسمة على شفاهي المنهكة،و(شذى) التي تفهمني دون حاجتي للكلام،ومن شاركتني أحاديثها وهمساتها في كل وقتٍ وحين(عبير)،ومن لها من اسمها نصيب(سارة) التي لا تفتأ تدخل السرور والسعادة في قلب من يجالسها،وهدوء(غدير) الذي كان مثالًا على جمال هذه السمة التي أشعر أنني أفتقدها،وصباح الخير التي تهديها لي (لمى) بدفءٍ في كل صباح دون أن تملّ أو تنسى،والتوأم المختلفات شكلًا والمتشابهات لطفًا(ريم ورهف)اللّتان يشهد قلبي كم أحيينه برقّةِ كلماتهن،و(لينا)التي تمطرني بوابلٍ من الحنان كل يوم كأمٍ رؤوف،و(جود) التي تجود عليّ بوافر دعمها ودائمًا ما تترتب أفكاري المشتتة حين أجالسها،و يد (الجوهرة) الوفيّة التي لا تزال تحتضن يدي منذ ست سنوات،و(أريج) التي تأرّجت كلماتها بعبقِ اللطف والمحبة،ووهب لي الله عفوية (ريم) التي تُزيل وِحشَة أيامي،وبصمة(رهف)التي جمّلت بها نصوصي..

يا الله أعنّي على ماينتظرني من شوق فقد تنهدت أناملي بعدما سَطّرَت هذه الكلمات المنهِكَة، فكيف سيكون حالها بعد شهورٍ من الآن؟

وبعد مشاعري التي استنزفتها وأنا أكتب أريد أن أقول: اللهمّ أنت أعطيتني خير أصحاب في الدّنيا دون أن أسألك فلا تحرمني من صحبتهم في الجنّة، اللهمّ أسعدهم، وفرّج همّهم، وحقّق لهم مايتمنّوا واجعل الجنّة مقرّاً لهم، اللهمّ لا تردّ دعواتي لهم فإنّي فيك أحبّهم.

مدونة رهف:

https://rofe11.wordpress.com/

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s