رقم٣: اكتب رسالة لوالديك.
أعتذر ثم أعترف ثم أتمنى..
إنني لأرجو أن تبلغ حروفي هذه عنان رضاكما فأبقى في هذه الحياة وفي هذا الدرب راضية أبداً ومطمئنة!
أقف أمام طيف أبي الراحل الآن، وإني بكل أمل ورجاء سأكتب هذه الرسالة لا على أنها ستصل إليه في غيابات قبره.. لا، حيث لا يصل إليه إلا الدعاء إلا أنني أرجو أنها قد وافقت ظناً من ظنون أبي قبل وفاته ورحيله.
سأرسلها وأبعثها إلى أمي وفؤادي أبقاها الله لي.
إنني أعتذر إلى أبي وأمي اليوم.. على كل لحظة طلبا فيها فلم أجب وتمنيا فلم أحقق ورَغِبا فلم ألبّي ورجيا فقدمت رجاءاتي على رجائهما!
أعتذر إليهما من نبرات صوتي التي كانت لا ترضيهما وأحزاني التي كان علي أن أدثرها وأداريهما.
ثم إنني أعترف لأبي بأنه كان أحب الناس إلى قلبي وهو الذي لم يكن يشكّ رحمه الله بذلك أبداً إلا إنني أصرح بذلك الآن وأبثه وفي القلب مكنونات وخبايا ما الله به عليم.
وأعترف إلى أمي بأنها دنياي التي فيها أطيب عيش وأهنأه.
وأتمنى أن تكون آمال أبي وأمي مرسومة بأبهى لوحة مكتوبة بأدق مخطوطة معلقة في سماءهما.. محققة من ابنتهما.
@93bushra