مديحٌ زائف ودموع حزنٍ كاذبة تحجب الفرح خلفها،واعتذارات تخرج بشقِّ الأنفس وكأنها محطّ ذلٍ لصاحبها..
سمعتها كثيرًا هذه الأيام بشكلٍ يقشعّر منه الجسد وتتردد على كل من حولي وكأنه سينطلي علينا كمّ الخداع هذا ولكن هيهات! فقد أصبح الجميع معتادًا على هذا الزيف الذي يحتضن كلماتهم كقناعٍ يخفي حقيقتها ،فلن تنفع دموع التماسيح هذه بعد الآن ولإن ألقيت نظرةً عابرةً على من يصرخ بإعتذاراته وادّعاءات حبه المخلص لي الآن لوجدت بين يديه سكّينةً مخضّبةً بدمائي التي جفّت..
أفلم يخجل هؤلاء من غزارة أقنعتهم؟ألم تهترئ من كثرة الإستخدام؟،ولما لايكلّون من ارتدائها كل يوم؟وألا يشعرون بشوقٍ لحقيقتهم الغائبة منذ سنين؟وألم يئن لأقنعتهم أن تسقط بعد؟أسئلة كثيرة ملأت عقلي ولم أجد لها جوابًا يسكتها.
لقت تعبت من تدليسهم وزورهم الذي تكدّس حولي حتى كاد يخنقني،وملِلت من السكوت فهل لي أن أصرخ الآن؟صرخةً تقشع غبار الزيف هذا لتعود سمائي صافية كما عهدتها..
ولكن تذكرت!وكيف نسيت؟،فياللأسف قد فات أوان الصراخ منذ أيام،ولم يرضى الزيف أن يتركني وحيدًا بل تشبّث بي حتى في قبري المظلم هذا!لقد هربت بعيدًا عنه ولكنّه أصرّ أن يكون كشبحٍ يخرج من العدم..
تبًا لهذه الأصوات التي تصمّ أذنيّ بحدّتها،وهنيئًا لذلك القبر هناك فلم تزره الأقنعة الزائفة منذ سنوات.
مدونة رهف: