أيامنا.. بمواجعها وآلامها، وأرواحنا المرهقَة بدموعنا، وهمومنا التي أثقلت الخطى.. حتى توهّمت خطواتنا أننا نجرُّ الأرض من خلفنا!
ولا سِمَة لليالي إلا أنها حينما اشتدّ عليك الوجع اكتستْ بالحُلكة وتعاقبت ظلماتها..
إلى أن جــاء التسليم.
حينها سَمِع القلب قول ربه وهو في غمرة كربه: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) فآتاه اللهُ الرضا، ماسحاً كل دمعة، غاسلاً كل وجع.
وما إنْ يرضى القلب حتى يمتلئ بحسن الظن بالله الذي إذا أمّل به العبد أناله مولاه الخير كله.
لقد استنارت أرواح الصحابة الثلاثة لما ظنوا بالله الحُسنى.. فكشف عنهم ضرهم وهو اللطيف الخبير أرحم الراحمين:(وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا).
*إضاءة:
من جعل الله تعالى الركن الأصيل.. به استعان ورجا وعليه اتَّكَلَ واعتمد ومنه خاف وله وفيه أحب أحياه الله الحياة الطيبة التي لا يشقى بعدها أبدا.
@93bushra