قصة قصيرة: شتات حزن | رهف

لقد طُرد صباح هذا اليوم من منزله الذي كان يقطنه لعدّة سنوات،ذلك المثوى الذي لم يكن كغيره فهو المميز بحفاوته والرحب الذي لم يضِقْ يومًا على ساكنه والذي كان دائمًا ما يتلقف الحزن في أحوّج أوقاته…

مسكينٌ هذا الحزن فما إن يجد مرتعًا يلبّي كل أوامره بخضوعٍ دون أيّ مقاومة حتى يلفظه فجأة ودون سابق إنذار ليعود مشردًا من جديد،وقد اعتاد على حياة التشرد ولكنه لم يسلم بعد من انكساره وتشتته بعد كل نفي فالحزن -وياللأسف- له من اسمه نصيب..

وقد كان السبب في إخلاءه هو أنّ منزله لم يعد شاغرًا من أجله بعد الآن،فقد حلّ محلّه عدوه اللدود ومن يسمى “بالفرح”.
وعندها تفاوض معه مليًّا بكل تضرعٍ وتوسل أن يترك له ولو غرفةً صغيرة أو قبوًا مهجور،ولكنّه وبكل استعلاءٍ أبى..

وهاهو ذا رفيقنا يتنقّل مُكِبًّا على وجهه ويحمل بين يديه مابقي من لترات الدموع التي لم تُسكب بعد وبقايا ذكرياتٍ قاتمة خبأها في معطفه.

كم يريد العودة الآن والإعتذار من مسكنه فقد تذكّر للتو كم كان يرهقه بالبكاء كل ليلة وبيديه المذنبة كان يقلّب صفحات الماضي وينتشي بسماع أنينه،والآن ومن الشارع الخلفيّ سمعه بكل وضوح يترنم ويتراقص بنزيله الجديد..

وفي ظلام الليل الدامس وبينما للجميع منازل بحضنٍ دافئ،هاهو يطرق الأبواب بابًا خلف آخر كنمبوذٍ يتوق لترحيبٍ حار..

مدونة رهف:

https://rofe11.wordpress.com/

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s