قصة قصيرة: أمنياتٌ نائية | رهف

في ليالي الشتاء القارسة التي لم ترحم طفلًا خبَأَ جسده الضئيل في زقاقٍ منسيّ وراح من شدّة البرد يعْقِد صفقات مع أحلامه المتراكمة في عالم الخيال: هلّا هربتي من هذا العالم؟ ورسمتِ البسمة على شفاةٍ قد اشتاقت إليها؟ ومابالكِ رفيقتي لاتجيبين ومن حديثي تهربين،أهل نسيتِ العشرة القديمة وأبدلتها بجديدة؟ أأحببت الخيال وغفلتِ عن الوصل والسؤال؟

وها هنا ولأول مرةٍ أرجوكِ لتهجريه وترتمي في أحضاني وإني أقسم لكِ أن يداي تنتظر وأضلعي تحتظر، وأنني منذ فقدكِ لم يهدأ لي بال ولم يهجع لي جفن فرومي على قلبي وطمئنيه

ويا أمنياتي الفقيرة كحال صاحبها أريد أن أخبرك أنكِ لست إلّا أمنيات جائعٍ شَبِم يتحرق شوقًا لخبزٍ طريّ يسكت به عصافير جوفه وماءٍ يروي به عطشه ومدفأةٍ أو أعواد ثقاب تنهي هذه الرجفة فلمَ كل هذا الجفاء؟…

وألغيت الصفقة هنا،ولم يعد يحتاج لأمنياته بعد الآن 

 فقد احتضنه الموت وأخذ بيده..

مدونة رهف:

https://rofe11.wordpress.com/

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s