يصحو باكرًا وينتشل بقايا الوحدة التي أشْقته بالأمس، ثم يخرج ليستنشق نسيم الصباح ويخبئه بداخله ،ولا ينسى أن يحتفظ بكل لحظات يومه الدافئة فيلتقط ضحكات هؤلاء وابتسامة تلك والكلمة اللطيفة من صديقة ولعب الأطفال هناك ثم يراكمها في جوفه علّ أكوام الدفء هذه تجلي زمهرير الوحدة..
ولا يكفّ أيضًا عن الإصغاء لكل الصخب والأحاديث الهامسه من حوله لعلّ أذنه تعتاد هذا الضجيج بدلًا عن دوّي الوحدة الذي يحاصره.
وما إن تكتسي السماء بالسواد حتى يعود أدراجه وجوفه ممتلئ بدروعٍ ضد الوحدة،وبابتسامة نصرٍ تعلو محياه يصعد سلالم بيته وكله ثقة أن هذه الليلة لن تكون كقبلها،ومن ثم يتفاجئ أن دروعه تتلاشى شيئًا فشيئًا حتى أصبح جوفه خاليًا بلا حماية فتملّكه الفزع واقشعرّ جسده عندما شعر بأنفاس الوحدة اللاهثة التي انقضّت عليه دون أدنى شفقة وأمضى ليله بأكمله يرتجف كمحمومٍ راجيًا الخلاص.
مدونة رهف: