((ذاك وجع بين الضلوع .. يسكنه البعد .. وبعض دموع..))
لم أكن أعرف أنني بهذه القسوة ..
حين أتذكر الوداعات الأُوَل في صالات المطار..
كم كان مشهداً يبدو كانسلاخ روح من جسد تباكتها البواكي ..
وكم كان العناق يطول والدموع تنهمر شلال حسرة ..
واليوم وبعد كل هذه السنين .. لم يعد للعناق الطويل مكان
..
بل قبلة على الجبين تُطبع واخرى على اليد ومسحة على الرأس ودعاء بالرضا والتسديد..
طالت المسافة بين العين والدمعة .. ثم جفت المدامع تماماً
..
كنت أحسبها تعوداً على الفراق وشيئاً من جَلَد ..
لكني اكشفت أنها ما جفّت الا من قسوتي وحقيبة السفر..
تلك التي لم تكن تخلو من صورة لتلك الحبيبة في إطار أنيق ..
بل لم تكن تحتاج لإطار لأن حبة العين كانت إطارها..
تلاشت الصورة ..
ولم يعد لها هي الاخرى مكان بعدما ازدحمت الحقيبة من كل شيء إلا منها
وكل مرة ترتفع فيها الطائرة عن الارض .. نسأل الغيوم: هل من رجوع؟
فتردّ قائلة : ذاك وجع بين الضلوع .. يسكنه البعد .. وبعض دموع..!
جمعكم الله بمن تحبون..في هذه الدنيا ..وعلى منابر من نور .. في مستقر وحبور//