أهلا يا روحي الحبيبة،
كيف حالك؟ أعلم أن الحياة كانت صعبة جدا طيلة السنوات السابقة، فدعيني أقل لك أنك أبليت بلاء حسنا. شكرا لأنك لم تستسلمي إلى الآن. لم يكن الأمر بالسهل أبدا، لكنك كنت شجاعة باتخاذك كل قرار من قراراتك إلى الآن. شكرا لأنك كنت هناك في تلك الزاوية تريني بصيص الأمل في كل شيء وتخبرينني أنني سأصل يوما ما إلى بر الأمان.
كل التحديات والعقبات التي مررت بها بكل شجاعة، كل المواقف التي كنت فيها الحماية والوقاية، كل الإحباطات ولحظات الحزن والإكتآب والألم، كل المحاولات في أخذي إلى القاع كنت هناك تشدين على يدي لتخبرينني أنني أقوى من ما أتصور، وأنك أنقى وأقوى قوة بداخلي.
أود أن أقول لك أنني آسفة لأنني تجاهلتك لسنوات ولم أتعرف عليك بعمق، آسفة لأني لم أشجعك كفاية بل العكس في لحظات كثيرة نهرتك وكنت سبب إحباطك الأول، كنت المساهم الأول في فشلك وفي حزنك وكآبتك. آسفة لأني لم أتعرف عليك بعمق وعلى مزاياك، لم أقدرك بالشكل اللازم، لم أعطيك الحب الكافي، لم أستمع لك، لم أعر اهتماما لقلقك وخوفك ومشاكلك، ولم انتبه إلى كل الرسائل والعلامات التي كنت تحاولين بها أن تريني أصل المشكل.
وآسفة أكثر عندما جعلت تكونين محط سخرية أو شفقة فيما تستحقين أن تكوني مثيرة للإعجاب، آسفة أكثر أن حرمتك من نجاحات كثيرة بينما كنت تستحقين أن تحلق بعيدا في سماء النجاح.
آسفة لأني لم أكن المعجب الأول بك، والمحب المخلص لك، والداعم الدائم لك.
لقد تذكرت في كثير من المرات عندما أنهكني المرض لكنك كنت لي حضنا يقويني لأقوم من جديد، عندما كنت في قمة الحزن مسحت على قلبي، كنت دائما هنا بأمر من الله، بلطفه ورحمته وحبه، لقد كنت تجليا واضحا لحب الله
لكن الآن هل رأيت حجم التغيير، أنت تقومين بعمل رائع، لا بل أنت رائعة، لقد قطعت شوطا كبيرا مهما، شوطا حافل بالتغيرات على كل المستويات، ولذلك أود أن أقول لك أحسنت في ما مضا، وأنا معك الآن لنحسن فيما بقي من أجلي وأجلك. فلنحيا حياة طيبة، حياة تشبهني وتشبهك، فلنكن في المستوى الذي نستحقه أنا وأنت، فلنحقق كل ما نريد بدون أن نفقد بريقنا، فلنكن كما نحن على فطرتنا وحقيقتنا الداخلية النقية الطاهرة.
أنت الآن بخير عظيم بفضل الله، ثم بفضل صوتك الداخلي الذي كان قرارك أن تستمعي إليه، وأنا سعيدة جدا لكل ما وصلت إليه، أنا سعيدة جدا لأن الحب الذي كان بداخلك قد طفى على السطح وبدأ يصل لكل من حولك، وأنا أعلم أن هناك المزيد وأنا انتظره بكل حب ولطف.
أتمنى أن تعيد قراءة هذه الرسالة بعد مدة ليست بقصيرة لكي تعلمي مدى قربي منك.
في الأخير: أحبك، أثق بك، وأعلم أنك ستبهرنني أكثر في السنوات المقبلة إن أطال الله العمر…. تذكري رفقا بي وبك <3
بكل حب
كل عام وانتي بألف خير، كل عام وأنت في درجة أعلى من الإرتقاء لكل طيب وجميل، كل عام وأنت الحب كله… خمسة وعشرون سنة من الحب والقادم أجمل بإذن الله
مدونة صفاء الروح: