متى ما غامرتَ فوصلتَ إلى لُجَّة الذكرى ثم صافح قلبك أكفَّ الحنين فقد أدركتك معاني الغياب.. وعرفتَ ما معنى الرحيل!
سأقول لكَ شيئاً: إننا نطمئن أنفسنا عندما ننسب الذكريات إلينا، فنقول إن هذه لذكرياتنا وما هي إلا حياة صاحبها الذي ما إن يغِبْ حتى تنبض ذكراه فينا، فحديثه حِلْيَتُها.. وصوته إيقاعها.. ونظراته وهماساته وحركاته وسكناته طيبها وعطرها!
أليس إذا ودعناه خشينا من ضياعها فتشبثنا بها تشبّث الطفل بأمه؟ وكأنه بهذا ما زال لم يَغِبْ.. وكأنه حاضرٌ ما مضى!
لا تُوْقَظ حياة أحدهم فيك إلا بغيابه، ولا تتوسد طيفه إلا بعد وداعه، إنه الرحيل الذي أول ما يُذاق منه دهشته..
ثمَّ دمعه..
ثمَّ وجَعه..
ثمَّ مسامرة ذكرياته.
@93bushra