هذه المرة أنا لست عالقة في المنتصف أو حتى تائهة في مضمار و ميدان الحياة
أصبحت أحمل دليلًا إرشادي خاص بي و أسير أو بالأصح أزحف في هذه الطريق الوعرة
حتى يجرح و يتقرح جلدي
يُجرح من الشوق، يتقرح من فرط الأسى و الحزن ليس هذا فحسب بل يخدش أيضًا من تكالب الذكريات و الماضي عليه
هذا هو المعنى الحقيقي لأن يبتليك الله بالأشياء التي تحبها
أتمنى ألا يجرب أو يخوض أحدكم غِمار هذا الشعور البائس الذي يجعل مزاجك متقلب كالطقس
لك أن تتخيل أن تُعذب كل يوم برؤية النسخة المطابقة و المكررة ممن تحب نفس الضحكة و العيون و حركة الجسد لكنه في الحقيقة ليس هو بل هذه لعنة الأربعين شبيه التي حلت و نزلت عليك عندما قرر حبيبك المغادرة
ما يُعذبني أكثر و يجعل جلدي ينسلخ حتى يتبادى للآخرين وصبي
هو تكون و تجدد الأحداث و المواقف من حولي تلك التي كنت أعيشها بكامل شعوري و بهجتي
الآن أصبحت مجرد متفرج في صف الحياة لها
تخليت عن دور البطولة و غدوت الجمهور الذي يكتفي بالتصفيق مع أنه يعرف النهاية لكنه يحب هذا المشهد الذي كان يلعبه هو في الماضي
يحفظ التفاصيل التي يقف فيها البطل بإرتباك أمام من يحب يصنع أي شيء ليبقى بجانبه يُرتب مكتبه و ينجز بعض من أعماله، يكثر من الاسئلة التي يعرف إجابتها ليطرب بصوت من يُحب ، حتى و إن خيم السكون في المكان يفهم كل منهم الآخر الصمت ليست علامة للرضا فقط كما يدعون صدقني الصمت لغة المحبين
من أصعب ما حصل لي على الإطلاق خلال هذه الفترة عندما اشترى لي صديقي تذكرة لهذا الفلم و دعاني لحضوره مجبرًا
كنت أتمنى أن يقف الأمر إلى هذا الحد لكن
الابتلاء لا يأتي إلا متراكم دفعة واحدة ليتساقط على شاكلة وابل من الألم و الوخزات في الروح و الجسد
ففي الوقت الراهن أغوص و أحارب في تحدي كبير مع شيء آخر أحبه ألا و هو الأدب و اللغة كنت أعتقد بأني شخص خفيف يُحلق في سماء الحرف و الكلمة
لكن اكتشفت مؤخرًا أن كل ما أفعله و أكتبه هو الحبو و التقدم بتأني و حذر نحو ما أنا مولعة به
من أصعب ما قد يحدث للمرء أن يُبتلى بما يحب
#بتول_سعيد