في يوم من أيامي التي تمرّ ببطئ حتى يخيّل لي أنها سرمدية لن تنتهي كنت بصحبة صديقي وشقيق روحي نتبادل الأحاديث الصامتة بالنظرات التي اعتدنا على فهمها…
وفجأة سألني ببحة خذلان: لم أكن أعلم أنك تختبئ
رددت متعجبًا: ممّا اختبئ؟
وبعد تنهيدة طويلة أجاب:لم أكن أعلم ياصديق أنك تختبئ منّي.. لم أكن أعلم أنك اعتدت لبس الأقنعة ذوات السعادة المختلقة وأن قلبك الطاهر يتألم بصمت دون أن أسمعه..
لم أكن أعلم أن روحك تبكي بحرقة في غيهب الليل وأنا في الوقت ذاته أضحك ملء فمي..
وليتني كنت أعلم أن ذات الشخص المهلك من الأسى يصحو باكرًا وينفض حزن الأمس عن عينيه ويمسك فرشاة ليرسم البسمة على كل من يصادفه.
لمَ ياصديقي فعلت هذا بي وشاركتني فرحك وسعادتك-المصطنعة- وواريت عني أكوام الحزن والخيبة التي تسكن قلبك؟
رددت قائلًا: إنني أضحك مقهقهًا لعلّي أُسكت نواح روحي،ولكن لاتقلق أيا رفيق عمري فإن أذنيّ اعتادت على نشيج قلبي بل أصبحت تترنم به ويداي لم تكفّ بعد عن حمل هذا العبء المتراكم على كاهلي ومازالت تربت على قلبي وتطمئنه..ولأسعدك أيضًا فإن أرجلي حتى الآن قادرة على حمل جسدي الممتلئ بالخوف والحيرة من كل شيء…
أنا أعتذر وبكل صدق إن كان مافعلته يعدّ خديعة لك ولكن في كل مرّة أرى فيها ابتسامتك أقول في نفسي “هذه الابتسامة لايحق لأحد أن يبدّدها”
وأنهيت حديثي بابتسامة: بعد كل هذا لا تبتأس فأنا مازلت بخير..
وكأنني قلت هذه الجملة كرجاءٍ أخير لأجعل عقلي الباطن يُصدّق الكذب الذي نطقت به
ولكن خارت قواي بعد ما سمعت صراخ روحي الغاضب الحزين:
منذ متى؟ أنا لست بخير،ولم أكن كذلك يومًا!
مدونة رهف: