حينما أتذكركِ | سمر المتعاني

قرب منتصف الليل خرجت لأتجول مشياً على الأقدام بين جنبات تلك المباني العالية، وحين كنت أتجول، استوقفتني النوافذ المضيئة كثيراً حتى أدمعت عيناي لا شعورياً وانثنيت على ركبتاي دون وعي مني وكأن الزمان أعادني إلى سنين مضت.

ذكّرتني إنارة النوافذ بنافذتك المضيئة، وحين اقترابكِ منها يرتسم خيالكِ عليها( أجمل منظر يبعث في نفسي السرور)، كنت أطلّ من نافذتي لأطمئن عليكِ، روحي لم تكفّ عن مراقبتكِ، أعلم أنّ مخبأكِ السرّي خلف ذلك الضوء، وحين أشاهده، أعلم أنّكِ لستِ بخير تشتكين من وجعٍ وانكسارٍ مؤلم. مشاعركِ المكتومة في صدركِ، ودموعكِ التي تسكبينها على وجنتيكِ حزناً بسبب همٍّ ثقيلٍ حاولتِ إخفَاءه ولم تستطيعِ. يتفطر قلبي ويتألم بسببه أود لو أنْ أُمسك بيدكِ وأُخفّف الحزن عنكِ، و أمسح الدمع من عينيكِ، خِفْت عليكِ وعلى روحكِ من حزن الحياة وأوجاعها، فرفعتُ كفِّ للسّماء؛ لاستودع الله قلبكِ من كلّ أذى أو مكروه قد يصيبكِ. فجأة انطفأ نور النّافذة الذي استوقفني وأنا أتجول، فكأن الزمان أعادني إلى واقعي المرير.

كلّ الذكريات والعهد الذي كان بيننا، ومشاعري التي كنت أكنّها لكِ في جوف قلبي منذ ما يقارب سبعة أعوامٍ تلاشت؛ عندما كشفت الخفايا!.

أتعلمين لماذا؟!

لأنكِ تجاهلتِ مشاعري وأهملتِ قلبي وأحدثتِ ضجةً بداخلي جعلتني أغير من مكانتكِ بقلبي لطالما أخبىتكِ وحدثتكِ عنها.

لكنكِ لا زلت في سباتكِ العميق.

كانت هناك تفاصيلي أشبه بروح طفلة تبكي وتصرخ تودّ الإختباء عن ذلك الوجع وتبحث عن مسكّن للألم. إنها صدمة مؤلمة جداً لم أتعود على شعور الخيبة والخذلان بعد.

فقد كنتُ صغيرة وقلبي الصغير لا يتحمل إنكسار الخواطر.

فارتسمت على وجهي ابتسامةً شاحبة؛ عندما بأنها الحقيقة وعليّ تقبلها بكل مرارتها بمفردي!

أدخلت يدي في جيبي، وأخرجت الهاتف؛ لأرى كم استغرقت من الوقت وأنا في الخارج.

فوجدت عدّة مكالمات فائتة؛ لذلك القلب المليئ بالحنان. تمنيت لو أنها بجواري لتمسح الدمع عن مقلتي بلمسة يديها الحانية. فكّرت بأن أبوح لها سبب عدم انتباهي لتلك المكالمات الهاتفية لكني أعلم أن قلبها رقيق، سريع التّأثر، لن تصمد أكثر مني ستنهمر دموعها إذا علمت ما الذي حلّ بي؟!

في ذلك الوقت لم أكن أظن أني قادرة على النهوض، والسير بخطى ثابتة، ولكنني استطعت، وبكامل قوتي أن أحارب ذلك الإنكسار المؤلم وبينما أشتد الوجع وبدأ حالي يتدهور توقفت قليلاً، ثم وضعت يدي على قلبي وهمست لروحي ببعض الكلمات التي كانت تهمس بها وأنا بجوارها. إحتضنت روحي التي تكاد أن تتمزق لازلت أشعر أنّ شيئٌ بداخلي يختنق، ذكراكِ لم تزول بل عالقة ببالي.

أخذت نفسًا عميقاً وبعدها نظرت للسماء أبحث عن شعور جميل يهبني الحياة من جديد، شعور ينسيني كل شيء. بدأت أطبطب على روحي بقولي: كدّت أن تصلِ يا نفسي هيا أستمري في العودة لم يبقى إلا خطوات قليلة وأخيراً وصلت. فتحت الباب وصعدت إلى غرقتي ولم ألتفت لأي شيء وصلت وألقيت بجسدي على سريري وعبراتي تنهمر بحثاً عن إجابة لما أنا فيه.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s