مقال: ابتسم لأجلك | البتول

لا تعامل المحيط بِسكب أحلى آمالك فيه فهو لن يتغيّر كما يتغير فنجان شاي!

تعامل بقوة توازن هذا العالم، انتظر بصبر يضرب بجذوره في أرضٍ صلْبة، الصبر الذي يساعدك لتستسيغ الثمَر ولو كان حنظل.

ليس الحل في خرق العادَة ..

ولا في المشي عكس اتّجاه الرّيح

ولا في مقاومة وطأة الأسى بأن تزفر على الرمضاء وأن تمرّغ وجهك في لهيب الشمس وأنت معلن استسلامك بآثار الدمع على جدار وجهك المتقرّح وتُؤمّل .. تؤمل ويداك مُلقاتان إلى الثرى.

عارٌ وقد بلغت في الأسى عتيّا

أن تنظر لأحزانك المألوفة بذات النظرةِ الأولى وأنت رضيع وقد فُطمت على المواجد

نظرتك الأولى البليدة المتسخّطة

نظرتك وأنت في أوّل امتحان.. في أول خدش..وأوّل مصيبة تلوك قلبك!

الذي يعتدُّ بأحزانه لا يحزن.

تعوّد المُرّ وتلذذ بعاداتك، واقبض على وجعك تحت الستار ولو كان جمْر

إيّاك وهتك سرّه إيّاك..

لن تزمّ طوفانًا بشكواك بل سيتّسع حتى تهلك نفسك ومن حولك.

حدد لنفسك وجهتك الخاصة، أعمالك الروتينية اللذيذة، عاداتك المدهشة، وانجازاتك التي يشعشع لها قلبك، ونجاحاتك التي يطرب لها انتماءٌ لذاتك بين جنبيك…

شارِك الآخرين لأنّك تهوى ذلك، ابتسم لهم لأن هذا طبعك..وأُنسك

أُنس(ك) أنت.

أنت الذي تعرف كيف تغلِبُ جحفل يأسٍ بابتسامةٍ قدّرتَ موضِعها ومولِدها ومقصدها ومستقرّها !

تعرف كيف تَشقُّ جدولَ ماءٍ من بين أرض جدباء بابتسامةٍ منك تترضّى فيها على أحزانك

تعرف كيف تتكيّف معها، تبتهل إلى الله عن طريقها، تتعاظمُ في عينك انتصاراتك وكل مرةٍ كادت أن تكسرك ولم تفعل!

ستزهر في أقاصي الأرض بساتين غنّاء حين تضحكُ لوجه الصُبح متصالحًا مع جراحك

الآن…

ابتسم لأجلِك.

_البتُول.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s