لا يمكن لأي كتاب أن يسلم من نقدها و رأيها _ بسهولة . لا تهزها فكرة أن الرواية الفلانية للروائي العالمي الفلاني و لا تتملقنُي بالمدح حينما أكتب و أنا أخيها . إنها تنتهج مبادئ خاصة – لا تبوح بها – في التقييم و الترجيح . ذات ظهيرة و بينما كانت غارقة في قراءة رواية ( مملكة الأسد ) لروزوي كارتر ، رفعت رأسها و قالت بغضب ممزوج بالسخرية : عليك أن تخبر الكتّاب أن لا يجعلوا البطل يموت في أخر صفحة ! إن الشخصيات هي الشيء الوحيد الذي يهمها ، أما أن تكون الرواية لغوغول أو لأناتول فرانس أو لكاتب ناشئ لا فارق ، فهي تتجاهل هذه التفاصيل و كأنّ المؤلف ليس موجوداً بالاساس . في بعض الأحيان يطلبُ أصدقائي رأيي في كتاب ما ، كتاب موجود في مكتبتي لكن الوقت لم يسنح لي بأن أقرأهُ بعد ، فأُجيبهم و إجابتي طافحة بالحيرة و التردد مثلاً : إنها من سلسلة الروايات العالمية للكاتب المعروف كذا ، يفترضُ بها أن تكون قصّة مذهلة ، لكن مريم قالت بأنها باهتة و مملة ! مريم ، تجعل قناعاتي تهتز ، لاريب أنها محقّة في غالب الأوقات ، من حيث أننا ككتاب قد نشعر بجمالية قصة فقط لاننا نحب كاتبها و أننا معجبون به ، او ينتابنا الملل من كتاب لاننا لم نسمع به و لم نحب مؤلفه . مع هذا هناك سحابة من الكتب تُذهل كل القراء ، أياً كان هذا الشخص حتى و لو كان مريم ، فإن قالت لي إنّ مسرحية ( بوليوكت ) أجمل من مسرحية ( سنا أو حلم أغسطس ) فهي قد بثّت فيّ يقين من نوع ما ، يقين يجعلني واثق من إجابتي إن داهمني سؤال أحد الزملاء . عرفتُ أشكالاً لا حصر لها من أساليب القراءة ، لكن كأسلوبها الحيادي المكتفي اللامبالي لم أعرف قط !
____________
#عبدالله_آل_بصري