هدوءٌ ظاهِري يتبين امام الملأ ، حَركات مُتناغِمة ، اِبتِسامة خفيفة توحي للجميع ان كُلَ شي على ما يُرام لكنهُ العكس تماماً ، ظهور هالات سوداء تحتَ عينيّها ، نظرات عينيها مليئة بالشَجن ، ترفعُ كوبَ القهوة وتُقرِبُها إلى شفتيها الورديتين ، تنظُر إِلى هاتِفِها بِلهفة وشَغف لا تجدُ شيئاً تُغلِقُ الهاتِف وتُعيدهُ إلى مكانِه ، اجتاحَ فؤادها الضيق وشُعورٌ غريب اشبه بوضع الجمرات على قلبِها ، تاخُذُ نَفَساً عميقاً وتُعيدُ ترتيب افكارِها ، تُرى ما الذي يحدُث ، لا لا ليس هذا هو السؤال تُرى ما الذي حدث ، هل أنا المخطئة ام هو؟!! ، هبتْ رياح قوية تطاير شعرها البُني وغطى وجهها الناعِم وعينيها العسليتين المُكحلتين المغرورقتين بالدمُوع ابعدتْ شعرها وهي تَجول بِأفكارِها نعم أنا المخطئة كالعادة طأطأت رأسها بِحُزنٍ شديد ، عشرونَ دقيقة وهي على حالتِها رنَ جرسُ هاتِفها مُعلِناً اِستِلام رِسالة ، تنهدتْ بقوة وامسكتْ هاتِفها وقلبها يتطاير مِن الفرح والخوف في آنٍ واحِد اِنهُ هو اِنهُ هو ، كتَبَ في رِسالتِه : حبيبتي ويا راحة قلبي لقد امضينا كثيراً من الايام والسنين معاً ، رُبما لن تتذكري انتِ ما قُلتهِ منذ ستِ سنوات لكني اذكر كل شيء جيداً قلتي لي : اِن اخطأتَ أنت فستُصالحني أنت وان اخطأتُ أنا فستُصالحني أنتَ مجدداً لانني بالتأكيد لن اتعمد اِغضابكَ مني ابداً ، وفي كل مرة تصالحني فيها وانا المخطئة سأُحِبُك اكثر بِكثير، فها أنا الان يا حبيبتي و يا راحة قلبي اُكرِر وللمرة السادسة والعشرون اِعتِذاري عن خطأكِ بحقي واتمنى أن يَتكرر من جديد ويزيد حبك اكثر بكثير فلا تَحزني على أي شيء فنحنُ لا يُمكِنُنا أن ننسى العِلاقة مِن اجلِ خطأ لكن يُمكِنُنا أن ننسى الخطأ من اجل أن تستمِرَ العِلاقة ، وها أنا الآن انتظركِ في الاسفل هلا اتيتي لدي مُفاجئةٌ لكِ ، احبُكِ .
الكاتِبة : روَيدة الراوي