محسن رجلٌ رهيفُ الشعورِ يمتهنُ نسجَ القَصائد و التي يجمعها في مؤلّفات يطلِقُ عليها دواوين . سيتساءلُ القارئَ عن ماهيةِ هذا التسويف ولما لا أختصرُ كلّ هذا بكلمة ( شاعر ) ثمّ أنسى الفكرة . لكنني لا أسمّي المُدَّعُونَ بما يَدّعُونهُ و لا أحكُمُ على الرجل من قناعِه و إنّما من وجههِ الأصل . محسن يكتبُ و ينظمُ و يؤلّف لكنهُ ليس شاعراً و أنما أحدُ المتحذلقين الذينَ يروقُ لهم جمعُ الخردة ثم رصفَها بمساراتٍ جديدة ، هل تهزّ أحدكُم فكرة سَخيفة منظومَة في قصيدة تصفُ غُرفة ؟ من هو الكاتبُ الغبي ؟ إنهُ ذاك الذي ينسَى ذكاء القارئ ! و من هو القارئُ الغبي ؟ إنهُ ذاكَ الذي لايبصر غباءَ الكاتب . إنّ الذي يتبختر و يطبّل و هو يعاني من تخلخُلات مستمرّة لن يبلغَ بنصّه حدود التأثير ، و هو الحد الذي تنفتحُ بعدهُ الآفاق المغلقة . يمكنكَ أن تضطجعَ على ظهركَ ثم تضعُ ساقاً فوقَ ساق ، تحرّكُ أصابعَ قدميك ، تضغطُ على أنفكَ المزكوم و تفرك صدغكَ مرات ثم يأتي أحدهم متنكراً بثوبِ المثقّف ليسرقَ وقتكَ الثمين و يُلقي على مسامِعك سيلاً من التُرّهات ، إقبضوا عليهِ و أشنقوه على طرفَي مقال و عرّضوه للشمس ، نعم للشمس _ فكُل ما تحتَ الشمس مفضُوح و حتى يعرفَ أنّ الحقيقة تسطُع حتّى من وراءَ الجبال و أن ثيابَهُ هذهِ تظهرهُ عارياً مهما تفنن في إرتدائها . إنّ في الركلِ لموعظة ، فإن حصلَ كل متفيهِق على ركلة ستخلو المِنصّات من الكذَبَة و السطحيين و المتقمصين ، و تبقى النُخبة في الأقبية تعصرُ خمر تجاربها في قوارير الخبرة .