إنّ الأنظار متعلقة دوماً بالقمة ، تستمدُ العزيمة و الهيبة ممن بلغوا تلك المعالي . لكنني أستزيدُ عن هذا ، بأنني أعطي من وقتي الكَمْ اللائق ، لأراقب بحبور أولئك الذين ما فتئوا على السفح يتسلقون نحو الأعلى ، يجتازون العقبات و يتعرقلون و ينجحون ، يتزلزلون يصمدون . أحدى هذه المواهب التي تتبعتُ مسيرة تطوّرها بدِقةْ عبر تمحيص مجموعة من نصوصها المنثورة عبر أمد زمني معلوم و محدد . تثبّتَ لي أنَّ النجاح قد يحالفها ، لأنّ الثقة في ما تكتبه و في فنّها لا تعوزها أبداً . إنَّ الكاتب المبتدأ ، هو شخص مُقدّر لهُ أن يكافح لوحده ، و سنده الوحيد القراءة . المبتدئين الذين ينتظرون الساعة التي سيربت فيها احد الكتاب المعروفين على كتفهم ، لن يكتبوا قطْ . لأن المشاهير منغمسين في غمرة الشهرة . لا يرونَ أحداً بمفرده ، فقد إعتادتْ عيونهم على الجموع . تقول ( لحن ) كما يحلو لها تسمية نفسها ، في أحد مقاطعها الجميلة : [ كنتَ تُجاري قصائدي ، على وزن الألم الدفين ، كنتَ توقظ به مشاعري ، على وتر العزف الحزين ] . أنّ أسلوبها مرهف و مباشر ، تنظم كل ذكرياتها و أشتياقها و لوعتها و كل ما تفكر به ، في قصائد تأتي للقارئ النبيه كيوميات مقفاة في خواطر و أشعار . [ أُنادي لا ترحلْ و عُدْ عسى ، أيُشفى الجُرحُ عدْ ، فلا ]. و تبثُّ خيباتها في : [ أصبرُ على مرّ الغرام الأحمق ]. و تكشفُ عن ولهها السرمدي عندما تقول : [ وسَمْت عيناكَ بحبي ، فقل لي : مَنْ بحقهِ ستوفي أعيُني ؟ أم هوى نفسي ]. و تذري التساؤل في عين السكوتْ بقولها : [ قل لي إلى متى ستبقى ، تعانق أحلامي الكبرى ، ألا تستسلم ؟ ]. و تسكب الذكرى الحلوة في : [ دموع أوّل لقاء ، خوف ترهّب أو فرح ؟ ]. و الحكمة المستخلصة من سعادة الحب في التحفة التي قالت فيها : [ كأن الفرح يتلبسُهُ الخوف ! ].
@q120i
__________________
#عبدالله_آل_بصري