في ملامح عابر.. أستعيدُ حكايا داخلي
أتلمّس الأشواق في عينيه
أرقبُ دمعتي من على خديه
في خيال أفكاره
مواضيهِ وأسراره..
وإن تبسّم ينتشي عمري الزاهي
في شفاهه
أنا أرقبُ العابرين في خشوعٍ مذهلٍ
أتأمّل المارّ الذي يؤوي جِراحه
ويكبُر في عينيّ صبره !
أتأمّل المسرور إذ يبدي انشراحه
وينقل لي عدوى أفراحه !
تتشابه الطُرقات التي فيها نسير ..
الأفراح والأتراح والتفاصيل الدقيقة كُلّها
تتشابه الدّمعات التي ننسى أن نذرفها
والتي نخشى أن نذرفها
والتي لا نستطيع أن نبكيها أو نخفي آثارها
يتشابهُ المرُّ الذي
على جدران الحلق فينا
والضعف الذي يهشّم صوتَ الأنين فينا
وانكسار وجوهِنا في مرايا الأصدقاء
والفقد المغيّب في خفايا الروح فينا
وانفلات الصبر منّا
واندلاع الصمت فينا
والجمود والتراخي للهناء دعوى الحصول على الهناء
واليأس والفراغ
نتشابهُ في الشعور وألا شعور
وفي ابتسامات أفواهنا
وانتشاء القلب
تتشابه اللذّات والصرخات والسكنات المختنقة
وانبلاج الصّبح في أرواحنا
نتشابهُ في الانتظارِ وفي الشتات
وفي رغباتنا الصغيرة والكبيرة
وافتقار البوح فينا
و الحُبّ المُكلل بالضباب
واقتصاص البيْن منّا
وارتعاشات التلهّف
وارتباكات الليالي
وابتهالات الحكايا
ونداءات السكون
والعُمر واللحظات وحجم العثرات
ومنأى الحلْم عنّا
و الشمس إذ تصحو نتشابه إذ نراها
والشروق الحيّ فينا
نتشابه إذ فقدنا و بكينا إذ سهونا وضحِكنا
والشعور المُرّ فينا والحبور
نتشابه في الطفولة والذكريات
في المُضيِّ وفي الثبات
في الهدوءْ.. وفي ضجيجِ الأمنيات
وفي العبورْ…
وفي جُلِّ أسرار الحياة.
-البتُول.